فى البوست اللى فات كنت بتكلم عن العنف فى حياتنا و إزاى أصبح ظاهرة .. و كنت متعمد إنى أربط ما بين العنف الجنائى و بين العنف الطائفى لأنهم وجهين لعملة واحدة.. و لأن الظروف اللى بتساعد على نموهم و تطورهم واحدة.. لكن طبعا الأرضية و الجذور مختلفة .. و عشان أكون واضح .. إحنا عندنا ظروف بتخلى أى نوع من أنواع العنف يزيد .. و بالتالى إحنا بنشوف العنف فى حياتنا بمعدل أكبر عامة .. لكن فيه أسباب خاصة بكل نوع من أنواع العنف هى اللى بتخليه موجود أصلا .. و عشان كده العنف الطائفى له أسبابه اللى ممكن تكون موجوده من زمان جدا بس ماتحولتش إلى عنف ظاهر أو ماكانش العنف الناتج عنها بنفس المعدل .. و ده عامل كده زى ما تبقى جنابك حاطط أنبوبة البوتوجاز الإستبن تحت السرير و نايم ولا على بالك بس لو الواد حمادة كان بيلعب بعيدان كبريت و النار مسكت فى الملاية يبقى لازمن تطلع الأنبوبة من تحت السرير بسرعة قبل ما تفرقع فيك و فى حمادة و أمه .. المشكلة بقى إن بسلامتك سيبت النار ماسكة فى الملاية و هاتشبط فى الملة و قاعد تجرى ورا الواد حمادة عايز تضربه .. طبعا حمادة مجرم بن ... بس شد أم الأنبوبة الأول و بعدين ولع فى حمادة و أمه براحتك و بعدين بينى و بينك ما هو حمادة ده تربية الأبعد..
ياترى إحنا ليه عندنا طائفية..؟ واحد فلحوص يرد .. أصلنا مسلمين بس عندنا أقلية مسحيين.. ما شاء الله .. ربنا يفتح عليك يابنى .. هو الصراحة جاوب فعلا على السؤال .. إحنا عندنا طائفية لأن معظم المسلمين عندنا عاملين زى الفلحوص ده فاكرين إن البلد دى بتاعة المسلمين بس ياخسارة فيها أقلية مسيحيين .. تقولش دول جم من بلد تانية و ألا حد نسيهم عندنا ..
المصيبة أكبر مع طوائف تانية لأننا متعودين إن عندنا أقلية مسيحية و بس عشان كده لما بنسمع عن شيعة مصريين تلاقى الواحد مننا رفع حاجب التعجب الأيسر و فتح بقه و قالك : و دول جم منين دول؟ .. تقولش دول مهاجرين من إيران و ألا عناصر من حزب الله تسللوا لمصر وعملوا خلايا نايمة بقاللها ألف سنة .. علما بإن من ألف سنة ماكانش فيه حزب الله و إيران شخصيا ما كانش فيها أغلبية شيعية لكن كان فيه دولة شيعية إسمها الدولة الفاطمية بتحكم مصر و أجزاء من الشام و هى لا مؤاخذة اللى بنت القاهرة و الأزهر و فى عهدها إخترعنا الكنافة و القطايف..
بلاش بقى نجيب سيرة البهائيين أو غيرهم لأن الأصل فى عقل المسلمين المصريين واحد و هوه إن البلد دى بتاعتنا إحنا و لو سألت واحد منهم بأمارة إيه؟ هايقولك عشان إحنا الأغلبية يا أخى .. طب هو لما يكونلك الأغلبية تقوم تاخد كل حاجة؟ .. يعنى بعد عمر طويل لو أبوك توفاه الله و فاتلك حتة أرض إنت و أختك قوم عشان ليك تلتين الأرض تبلع الأرض كلها فى كرشك؟
هاييجى واحد فاهم حبتين يقولك: لا مش حكاية أغلبية و لا كلام من ده.. الأغلبية دى بتاعة الديموقراطية اللى إخترعها الناس الكفرة اللى مالهمش دين .. إحنا يا إبنى لنا حكم البلد بحق الفتح الإسلامى..
طبعا الراجل ده بيقول كلام معتبر .. لأن الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه لما فتح مصر (المسيحيين ما بيحبوش الكلمة دى مع إن مافيهاش حاجة) .. حكم مصر إنتقل من إيد الروم البيزنطيين لإيد العرب المسلمين بحق الفتح .. و عشان كده الحكام المسلمين عرب و أتراك و أكراد و شركس و غيرهم حكموا مصر مع إن لغاية نهاية العصر الفطمى ما كانش المسلمين أغلبية أصلا .. و فتح البلد يعطى المسلمين حق حكمها و يضع عليهم وحدهم مسئولية الدفاع عنها و إقرار الأمن فيها و على غير المسلمين دفع الجزية و خراج الأرض .. كلام قانونى صحيح .. بس جنابك نسيت حاجة .. سنة 1882 الإنجليز إحتلوا مصر و خرج حكمها من إيد الخلافة العثمانية عمليا ساعتها .. و قانونا خرج لما بريطانيا أعلنت الحماية على مصر سنة 1914 و مصر ما بقتش ولاية عثمانية خلاص.. يعنى شرعية الفتح إنتهت عمليا سنة 1882 و قانونا سنة 1914.
كان ممكن الشرعية دى يعاد تفعيلها لو إن المسلمين – مصريين أو غيرهم – إستردوا لوحدهم حكم مصر من إيد الإنجليز .. لكن ده ماحصلش .. اللى حصل إن المصريين مسيحيين و مسلمين قاموا بثورة سنة 1919 و حصلوا على إستقلال نظرى سنة 1922 و على أساسه حطوا دستور لدولة مدنية سنة 1923 و من يومها الكفاح للحصول على الإستقلال الكامل قام بيه مصريين مسيحيين و مسلمين و جيش الدولة اللى بيدافع عنها و اللى بعتته يحارب فى فلسطين كان مكون من مسيحيين و مسلمين و هوه ده الجيش اللى قام بثورة يوليو 1952 و إنتزع حكم البلد من إيد آخر ملوك الدولة العلوية و بعدين عمل إتفاقية 1954 اللى خرج على أساسها آخر جندى بريطانى فى سنة 1956 .. و هو ده الجيش اللى إنسحب من سينا سنة 1956 و إنهزم فيها سنة 1967 و رجع عبر القناة و حقق نصر أكتوبر 1973..
مرة تانية حق الفتح اللى بيدى المسلمين وحدهم حق حكم البلد إنتهى والدولة اللى إحنا عايشين فيها دلوقت هى دولة مدنية .. و الدولة المدنية ما فيهاش طوائف - فيها مواطنين متساويين فى الحقوق و الواجبات بصرف النظر عن عقائدهم و ألوانهم و جنسهم .. البداية الحقيقية للقضاء على الطائفية و على فرصة إنها تنفجر فى وشنا كلنا على شكل أعمال عنف ما بتفرقش فى النهاية بين مسلم أو مسيحى أو شيعى أو بهائى أو غيره هى إننا نبدأ نستوعب الحقيقة دى كلنا ..
البلد دى مش بتاعة المسلمين و لا بتاعة المسيحيين.. البلد دى بتاعة المصريين من أى ديانة و من أى جنس و سواء كان لونهم أبيض أو أسمر أو بنى أو بمبى شجر بشراشيب.
هناك 3 تعليقات:
للاسف الريدر عندى بايظ بس لسه قاريه الجزء الاول والتانى
بص فى فتنه طائفيه...لان فى ناس بتضطهد المسيحيين...افراد بس....وطبعا شويه ناس تولع فى الانبوبه طبعا لما اكون اتعرضت لاى حادثه اضطهاد فرديه هصدق ان المسلمين بيكرهونا....والحكومه بتطنش
عرض رائع
دمت بخير....تقبل مرورى
مع أنني متأكد من أنه لا يوجد مصري واحد لونه بمبي وبشراشيب .. إلا أنني أحييك بشدة على مثال الأنبوبة الصارخ .. فهو خير مثال وخير توضيح لباقي الموضوع .. نحن نترك أصل سبب المشكلة .. نهتم بالبردعة على حساب الحمار المتسبب في المشكلة
والخلاصة هي كما ذكرت: هل إنتماؤك للأغلبية العددية يجعل الوطن ملكا لك؟
وأستعير هنا جملة من أحد المدونات وهو يتحدث عن مسلم يجاوره مسيحي في المترو: فجأة ارتج المترو وصرخت عجلاته الحديدية تتحرك وهى تحملنا جميعاً، وانخرط كل راكب بهمه الشخص، في حين ألح على ذهني هم واحد لم يفارقني، أليس ثمة ما يجمعنا نحن جماعة أقباط المترو مسلمين ونصارى، بعد أن أغلقت الأبواب وحيل بيننا وبين الخروج حتى نصل وجهتنا بسلام وصرنا نسيجاً واحداً شاء من شاء وأبا من أبا؟
بالتوفيق يا باشمهندس
إرسال تعليق