السبت، 27 يونيو 2009

عمال مصر.. الضوء فى نهاية النفق..

عمال مصر ينشطون فى المطالبة بحقوقهم و فى الدفاع عنها.. إن لم تكن لاحظت ذلك أو لم تقدره كظاهرة و ليس كمجرد أحداث فردية متفرقة فربما عليك أن تراجع أحداث السنوات الأخيرة ..

يمكنك أن تبدأ من الأحدث حيث إستضافت نقابة الصحفيين ندوة بعنوان "الحريات النقابية .. إلى أين؟" .. و يمكنك أن تتخذ من هذا الحدث مدخلا لمعرفة المزيد عن نضال عمال مصر من خلال عيون و كلمات و أرشيف وصلات الإنترنت لحسام الحملاوى 3rabawy .. حسام الذى نقل لمتابعيه على التويتر وصفا حيا لوقائع الندوة و الوقفة الإحتجاجية التى تلتها سجل على مدونته بالصورة و بكلمات مختصرة و لكن معبرة بعض جوانب الحدث الذى وددت لو أن مصر كلها تابعته فى بث مباشر ..

أدعوك لتهتف: اصحى يا عامل مصر يا مجدع .. وافهم دورك ف الوردية .. مهما بتتعب مهما بتصنع .. تعبك رايح للحرامية و تتبع كفاح عمال شركة طنطا للكتان الذين دخل إضرابهم يومه السابع و العشرين أمس و هم مستمرون فى تحديهم للمستثمر السعودى الذى ألغى عقد علاج عمال الشركة .. و أظنك ستتفق أن الإضراب مشروع مشروع .. ضد الفقر و ضد الجوع مع عمال و موظفى البريد و الذين أصدرت بالأمس أيضا اللجنة العليا للدفاع عن حقوقهم بيانها الثانى و نقل حسام عن قائدهم بكفر الشيخ قوله أنهم سينفذون إضرابا يهز الجمهورية .. و لو كنت تتساءل: حسين مجاور يبقى مين ؟ .. فجموع عمال النسيج و البريد و الضرائب العقارية و غيرهم ممن إحتشدوا فى هذه الوقفة سيجيبونك : يبقى حرامى الشقيانين .. و ستتمنى معنا لو أن كل فئة من عمال مصر نجحت فى تشكيل نقابتها المستقلة عن إتحاد إستغلال عمال مصر الحكومى الغاصب لإرادة الملايين من كادحى هذا البلد .. و ستجد فى تجربة النقابة المستقلة لموظفى الضرائب العقارية نموذجا يعطينا الأمل فى غد مختلف يشهد صحوة لحراك عمال مصر..

يمكنك أن تعرف المزيد عن حراك عمال مصر الذين يقول المرصد النقابى و العمالى المصرى أنهم قاموا ب40 إحتجاج عمالى خلال النصف الأول من شهر يونيو الجارى من خلال موقع تضامن و أدعوك إلى قراءة العدد الأول من نشرته "اللى بنى مصر" .. و يمكنك أيضا أن تستفيد من متابعات موقع مركز الدراسات الإشتراكية - مصر إضافة إلى مدونة 3arabawy للصحفى و الناشط حسام الحملاوى الذى سطوت بدون خجل على معظم المعلومات التى ضمنتها هذه التدوينة من خلاله..


ربما تتساءل : لماذا يجب أن نهتم ؟ ..

إذا كنت تعتقد مثلى أن التغيير هو ضرورة حياة كريمة فى مقابل فقر و مذلة, الموت أفضل منهما فيمكنك أن تدرك قدر ما ينطوى عليه حراك عمال مصر من أهمية كبيرة .. و إذا كنت قد تابعت إنحسار الأمل فى حركات التغيير الشبابية و ما أصابها من تخبط و ضياع لملامح الطريق و شهدت فى حسرة أحداث إيران الأخيرة متسائلا لماذا ليس نحن؟ فقد يقودك هذا إلى تبين أن الحراك من أجل التغيير لا يمكن أن يكون له أمل فى النجاح دون قاعدة شعبية..

إن حراك عمال مصر منبئ بأن القاعدة الشعبية قد بدأت تأخذ بزمام المبادرة و بدأت تتلمس مكامن قوتها و تستخدم هذه القوة لإستعادة بعض حقوقها المغتصبة و فى الدفاع عن القليل المتبقى لها من مكتسبات و فى إنتزاع إعتراف بقوة الأمر الواقع بشرعية الإحتجاج و الإضراب و الإعتصام..

صحيح أن أغلب مظاهر الإحتجاج العمالية كانت خاصة و مباشرة و معنية بمطالب فئوية بعضها محدود بمنشأة بعينها و البعض الآخر إتسع ليشمل فقط قطاعا بعينه من موظفى أحد المصالح الحكومية .. و لكن الصحيح أيضا أننا نشهد اليوم تقاربا و تنسيقا بين ممثلى هؤلاء إدراكا منهم بأن أسباب ما يعانيه كل منهم واحدة و أن هذه الأسباب كامنة فى سياسات دولة إنصرفت بكليتها إلى تحقيق مصالح أقلية من النهابين على حساب عموم أبناء هذا الشعب .. هذا التوجه من الحركات العمالية شديد الأهمية و يستحق أن نتابعه و نشجعه و نبحث معا عن سبل دعمه لأنه خطوة أولى على الطريق الوحيد فى إعتقادى لتحقيق التغيير..

و تذكر فى النهاية أنك إذا كنت ممن لا يملكون إلا جهدهم العقلى و الجسدى يقايضونه بأجر هو مصدر دخلهم الوحيد فأنت واحد من عمال مصر .. لا يهم أى نوع من الألقاب المهنية قد تزين به إسمك و لا يهم أيضا أى قدر من التعليم قد إحتجت لتحصل على هذا اللقب فإن فخرك الحقيقى فى أن تكون واحدا من عمال هذا البلد الذين هم بناته و سبب إستمراره.. فليمد كل واحد منا يده إلى الآخر و نتلمس سويا طريق الوحدة الذى به وحده نخرج من ظلمات الإستبداد و القهر والفساد والإفقار إلى أنوار الحرية و الكرامة و العدالة..

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

انا اتابع باهتمام النقابات العماليه المستقله .......ومعجبه بتحركاتهم لمصالح العمال وبرغم ان معظم مطالب العمال بتكون ماديه لتحسين اجر او خدمه الا انها في النهايه حراك لابد ان نلتفت له وهيكون له دور ان شاء الله لانه بعيد عن سيطر اي قوه سياسيه على الساحه ...... فلم ينالها الفساد السياسي

alzaher يقول...

اتفق تماما مع ما ذهبت اليه
لا يمكن الحديث عن تغيير حقيقي في مصر دون قاعدة عمالية حقيقية
فاذا كانت النخبة(القضاة مثلا) يشكلون القاطرة او مقصورة القيادة
فعمال اشبه بجسد القطار الذي سيوصل الى محطة التغيير المنتظر
واذكرك بان النقابات العمالية المستقلة كانت هي الاساس التي سقطت على اثرة انظمة مثل الحزب الشيوعي في بولندا والنظام العنصري في جنوب افريقيا.

جلال كمال الجربانى يقول...

السلام عليكم

لن يجدث تغيير فى مصر
بدون إنخراط عمال مصر وسط بل فى قلب
مسيره المطالبين بالتغيير

ولن ينجح أى حزب يرغب فى التغيير
بدون عمال مصر

تحياتى