الاثنين، 22 يونيو 2009

نخبة رغم أنف العقل ..

لا يتسم شعبنا بالعقلانية .. فى الواقع لا تتسم الشعوب بالعقلانية و لذلك فليس شعبنا مختلفا فى هذا الأمر.. و لكن كثيرا من الشعوب تتسم النخبة المثقفة فيها بالعقلانية و لذلك تأخذ على عاتقها مهمة توضيح الأمور لشعوبها .. المختلف لدينا أن نخبتنا لم تعد مثقفة و من ثم لم تعد عقلانية أيضا ..

الخطأ لا يمكننا تحميل المسئولية عنه كاملة على عاتق نخبتنا .. فهم فى النهاية نتاج آلة بناء المواطن التى أصابها عطب كبير.. و النخبة فى النهاية هى مجموع الأفراد المهتمون بالشأن العام فى بلادهم و الناشطين فى التعبير عن آرائهم حول هذا الشأن .. هم جزء من الطبقة التى منحها التعلم قدرا كافيا من الوعى الذى يجعل أفرادها بطبيعتهم مهتمون بالكيفية التى تدار بها أمورهم..

فى حالتنا لا تصلح هذه التعريفات للتعبير عمن نسميهم بالنخبة بشكل دقيق .. فالقاعدة العريضة من المتعلمين التى يفترض بها أن تمدنا بالنخبة من بين صفوفها لا تملك و عيا حقيقيا و لا تدريبا أساسيا على إستخدام العقل فى النقد و التحليل .. و أفراد هذه الطبقة يكونون آراءهم بشكل إنطباعى و عاطفى و لا يملكون أدوات نقدية مناسبة لمراجعة هذه الآراء .. و مع إنتشار الإنترنت أصبح متاحا لبعضهم أو الأكثر حماسة لأفكاره منهم أن ينشط فى التعبير عن آرائه .. و بذلك فرض هؤلاء أنفسهم كنخبة من نوع ما ..

المتابع لما يكتبه المدونون المصريون فى مدوناتهم أو رسائلهم القصيرة على التويتر تأثرا و تعليقا على الأحداث العالمية و المحلية سيكتشف بسهولة أنهم فى معظمهم لا يكونون آراءهم المعلنة نتيجة عملية بحث و تحليل منطقية .. و هم أقرب إلى التمسك بقناعات ثابتة يستمرون فى الدفاع عنها حتى فى وجه الوقائع التى لا لبس فيها..

يبنى أفراد النخبة المصرية الجديدة تحيزاتهم على أساس ميول شخصية يمكننا أن نلمح فيها مؤثرات الطبقة أو التربية العائلية أو الثقافة الشعبية السائدة.. و يبدو واضحا أن أغلبهم لا يتبنى توجهاته بناءا على إختيار حر بين توجهات متعددة و لكنه يكاد لا يملك من أمر خياره شيئا.. و تنحصر معرفة أغلبهم فى الخطوط العريضة لشعارات و مبادئ التيار الذى ينتمى إليه و فى حجج هذا التيار و أساليب هجومه المضاد على مخالفيه بما فى ذلك الإتهامات النمطية التى ألصقها التيار بمن يختلفون معه .. و فى حمى المناقشة يعمد أنصار كل إتجاه إلى تقديم شعارات و مبادئ توجههم كتفسيرات للحدث أو القضية التى تتم مناقشتها.. ثم يقدمون الحجج المحفوظة و يمارسون خطط الهجوم المضاد المعروفة فى وجه من يناقشونهم.. و عندما ينضب معين الجميع مما يمكن قوله يبدأون فى التراشق بالتهم المعدة سلفا .. و المضحك المبكى بل المخزى أحيانا أن كثيرين من هؤلاء يوقعهم جهلهم بالخلفيات التاريخية و الفكرية لهذه الإتهامات فى تناقض إلصاقها بأفراد ينتمون لتيارات لا تتناسب الإتهامات معها أصلا..

و لأن إنتماء هؤلاء لتياراتهم هو إنتماء عاطفى فى أساسه فهم يتعاملون مع المتفقين معهم و المخالفين لهم بلغة الحب و الكراهية و هم أيضا يحملون توجههم الفكرى بقيم أخلاقية ينفونها عن غيرهم و لذلك فعندما تنضب الإتهامات المعدة سلفا ينحط الحوار بينهم إلى السباب المحض!! .. و عندما تفلس حجج الدفاع عن رموز التيار يلجأون إلى المصادرة على منتقديهم برفع هذه الرموز إلى مراتب العصمة الخلقية !!

لا يمكننا بالطبع أن نتوقع لأى حوار بين هؤلاء أن يتقدم خطوة واحدة فى أى إتجاه و هو أشبه بطقس فلكلورى أو مسرحية شعبية يجتمعون فيها لأداء أدوارهم المعدة سلفا و فى الخلفية يكون الحدث أو القضية التى يفترض أنهم إجتمعوا لمناقشتها هى مجرد ديكور يميز المشهد عن سابقيه .. و ينتهى العرض دائما عندما تصبح القضية قديمة أو تفقد بريقها و يخرج المشاركون دون أن يكتسب أحدهم معرفة جديدة و دون أن يكون قد توصل إلى فكرة واضحة عما كانت المناقشة تدور حوله..

لقد قلت فى البداية أن نخبتنا الجديدة هذه لا تتحمل المسئولية كاملة عن سلبياتها و نواقصها .. و لكن هذا لا يعنى تبرئتها تماما من المسئولية .. فليس صحيحا أن كل منا هو أسير أبدى لعوامل تكوين شخصيته فى الصغر .. و لا شك أن بمقدور كل إنسان أن يعيد تشكيل فكره و عقله إن كانت لديه الإرادة الكافية .. و لا يحتاج أى منا إلى أكثر من التحلى بالمرونة فى نظرته إلى الذات و الآخر .. و من خلال هذه المرونة يمكنه أن يبدأ بالتعرف على الآخر بعقلية منفتحة نقدية و ليست نقضية مغلقة ..

نحن فى عصر أصبحت المعرفة فيه متاحة لمن يطلبها بسهولة كبيرة .. وعندما أذكر ما كان متاح لى الوصول إليه من مصادر المعلومات و الأفكار منذ عقدين من الآن أشعر بحسد كبير لهؤلاء الأصغر سنا و الذين يجدون متاحا بين أيديهم عشرات أضعاف ما كان متاحا لى .. أن يغضى هؤلاء عما هو متاح لهم و يصرون على إحتباس عقولهم فى سجون فكر واحد و تيار بعينه هو جريمة يرتكبونها فى حق أنفسهم أولا و فى حق الوطن الذى لا خيار لديه فى أن يكونوا هم نخبته رغم أنفه..

هناك 13 تعليقًا:

دودو يقول...

اولا جميل النيو لوك الجديد
مبروك

ثانيا تدوينةجميلة ومؤلمة
فى ذات الوقت

عندك حق كل القضايا التى تناقش يدور فيها كلام كثير
وتفقد بريقها
وننشغل بقضية اخرى

دون الوصول لحل لاللقضية الاولى ولاالثانية

مي ثابت يقول...

أعتقد أن مشكلة القولبة هى داء إبتليت به العديد من النخب فى معظم البلدان.

أقصد بالقولبة هنا هى الدخول فى حيز لا يحيد عنه ... فيأخذ طابعه الفكرى و السياسى .. و ينظر للأمور من خلال منظور محدد لا يتخلى عنه حتى لو إتضح خطئه فى بعض الأمور.


و لننظر على سبيل المثال إلى المنتمين إلى الحزبين الرئيسيين فى أمريكا "الجمهورى و الديمقراطى" و و تمسكهم بقناعتهم الحزبية الثابتة حتى و إن ثبت فشلها .


و الأمر أوضح فى ألمانيا .. حيث حزب الخضر و الحزب النازى و الحزب الديمقراطي الحر بالإضافة للحزب اليسارى .. و هؤلاء شديدى التمسك بأحزابهم و التقيد بالنظرة الأحادية للأمور من منظار الحزب و فقط .. و فى غالب الأحوال تكون تلك القناعة قد توارثتها عائلته ..أى إكتسبها من خلال التربية و البيئة.


الداء أقل إلى حدٍ ما فى بريطانيا بين العمال و المحافظين .


كذلك الحال فى لبنان و إيران .

إذاً فهو مرض موجود فى معظم البلدان شرقها و غربها..و أجزم أنه من قديم الأزل .. و لنقرأ قوله تعالى "إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ و إنا على آثارهم مقتدون" .


طالما الأمر كذلك فمن الطبيعى أن تُصاب به النخبة و المدونين المصريين .

و لا يشذ عن هذا الأمر إلا القليل .. الذى يسير بمبدأ التخلية قبل التحلية .

فتراه يدخل أى نقاش و قد عقد العزم على عدم الحكم المسبق على الأشياء ..أى قد خلا ذهنه من قناعاته السابقة .. مصمماً على التحلية بآراء الآخر إن ثبت صحتها .


و يحضرنى هنا كمثال لما ذكرت "د/ رفعت سيد أحمد" مدير مركز يافا للدراسات .

و كذلك الراحل "أ. عادل حسين"

هى أمثلة قليلة .. لكنها موجودة.










مبارك على تجديد المدونة .

Kalimalhus يقول...

دودو
----
أحيانا تكون هناك قضايا يصعب الوصول فيها إلى حل و لكن على الأقل الحوار العاقل يخرج منه المتحاورون بفائدة الإطلاع على رأى جديد من وجهة نظر مختلفة و هذا ما نفتقده فى حواراتنا..

Kalimalhus يقول...

مى
--
أولا : حمدا لله على السلامة أسعدنى أن أرى تعليقك كثيرا..

أوافقك أن التقولب أو الإنحباس فى أيديولوجية و العمى عن غيرها ربما يكون آفة بشرية تعود إلى العناد أو كراهية الناس لما لم يعتادوا عليه..

و لكن حتى مع التعصب لفكرة يصدر حديث المثقف الحقيقى عن فهم عميق لفكرته و أفكار خصومه و تكون لديه مرونة التطوير فى أفكاره عندما يثبت عدم جدواها..

هذا ما نفتقده لدى الكثيرين اليوم .. فهم يحفظون أيديولوجياتهم أمانى يرددونها دون حتى فهمها.. و هذا يجعل الحوار معهم عقيما .. كما أن البعض منهم يعمد مصرا إلى الإيغال فى التطرف نكاية فى مخالفه .. و ليس هذا سلوك من يرغب فى الحوار و إجتذاب الآخر بل هو سلوك محب الشغب و القتال..
و أغرب ما رأيته فيهم هو الليبراليون المتطرفون!! و هذه عجيبة من عجائب الزمن فالليبرالية يفترض فيها أنها نقيض التطرف و لكن عندنا أى شيئ يمكن أن يتحول إلى التطرف..

إننى فقط أتمنى لو أن صغار السن يقرأون أكثر مما يكتبون و ينصتون قبل أن يتكلموا و يفكرون قبل أن يهاجموا.. لعلهم يصبحون فعلا النخبة التى يحتاجها هذا البلد بدلا من أن يتردى فى الفوضى يوما فلا يجد من أبنائه من ينقذه منها..

لبنــــــــــى يقول...

اؤيدك بالقول . اننا في الخلاصة لم نتربى على اتخاذ موقف بعد دراسة عقلانية كثيرا ما اجد ان النقاشات تصل بيننا كشعوب عربية الى الاهانة و الاستهزاء ان لم تصل الى الضرب
كل انسان له رايه و علينا احترمه
المشكلة في طريقة التربية و التوعية
تخيل ان النخبة التي تحدثت عنها هي من تعلمنا في المدرسة و تعطينا التعاليم في الجامع او الكنيسة و ايضا ترشدنا في المنزل
هيئات التعليم التي لدينا توظف الاقل نسبة في الثانوية العامة كمدرس بعد التحاقه بكلية لا يدرس بها شيئا عن التربية و اعداد النشئ و كلمة التربية عندنا هي بالضرب و الضغط
و ان خرجنا الى المجتمع نجد ان اول كلمة تقال لنا انت ملكش دعوة
اذا كنا انة لا تقرا فمن اين لنا ان نجد او نتعلم ثقافة الحديث و بناء الافكار و اتخاذ المواقف ؟ من الاعلام العربي الذي يرقص او يشتم ؟

اظننا بحاجة الى توعية اكبر مما نتصور و الى ثقافة فكرية عالية لنستطيع اتخاذ موقف او راي و ندافع عنه

تحية

مي ثابت يقول...

الله يسلم حضرتك و يبارك فيك .


أتفق معك تماماً .. خاصةً فى موقف الليبرالين فى الداخل و الخارج .. الذين يُفترض بحسب مذهبهم أن تُترك الحرية للأفراد فى إعتناق أى أفكار و بشكلٍ مطلق .


فتراهم و بإلحاح و تعصب عجيب يحاولون فرض رؤيتهم باعتبارها الوحيدة الصحيحة و ما عداها باطل "بعتقادهم" !!


و هذا ما يتناقض تماماً مع مفهوم الليبرالية الذى يروجون له .







أسمح لى أن أرحب من عند حضرتك بدودو التى إشتقت لتعليقاتها و عفويتها .

دودو هنا يا مرحبا يا مرحبا .

غير معرف يقول...

مبروك النيو لوك
حضرتك لخصت حاله الاحباط المصابه بها حاليا ...... فكنت اعتقد ان عالم التدوين هو عالم الاختلاف في الرأي الذي لا يفسد للود قضيه ...... ولكن كل مدى تضيق دائره العقلاء الاحق بالمتابعه سواء من المثقفين او الصحفيين او حتى المدونين
الكل يدافع عن اتجاهه وكأننا في حلقه برنامج الاتجاه المعاكس
المشكله ليست في الاختلاف ولا الدفاع عن وجهه نظر ...... المشكله هي الجهل بخلفيه التيار الذي يمثله او الذي يهاجمه ...... واتذكر ان احدهم اتهم ايران بانها تساند الشيوعيه في كوريا الشماليه ...... وكأنه لا يدرك الفرق بين الشيعه والشيوعيه
واعتقد ان غموض الاجنده السياسيه لبعض التيارات ربما خوفا من بطش السلطه او للتخبط بين الدور الاجتماعي والسياسي هو ما يؤدي لذلك الجهل من مريدين هذه التيارات

Unknown يقول...

جميلة التدوينة ديه

للأسف مفيش نخبة فى مصر اصلاَ

النخبة اما دايرة تكلمنا على حرية اللبس و القلع و حرية تمييع الثوابت
الدينية و الأخلاقية

او ماشية فى ركاب فاروق باشا حسنى
و موكب التطبيع

او بتدور على اكل عيشها بروايات تكتبها

طبعاً انا قاصد النخبة الثقافية
مش كلها طبعاً

بس فيه استثنائات كثير محترمة
-----
و بعدين نخبة ايه اللى بتدور عليها لشعب مصر مثلاً

مش لما نوفره البديهيات الأول
و بعدين نشوف الثقافة و النخبة

لما تبقى كل احلام الشعب فى البديهيات
اللى هية ياكل نظيف و يلبس نظيف
تبقى ديه مش بلد

تقدر تقوللى يعنى ايه كل شوية نقول مشروع القراءة للجميع
القراءة للطفل
و هو اصلاً مش لاقى رغيف عيش نظيف

يا مراكبي يقول...

أنا متأكد تماما أنني ينقصني الكثير من المعرفة حتى أستحق أن أكون ممن يطلق عليهم النخبة .. فثقافاتنا وقناعاتنا لا زالت تتقلب يمينا ويسارا وفق نقص ملحوظ في المعطيات الثقافية التي قد تمكنني من التحليل والخروج برأي مناسب دون التأثر بالآخرين

ولكن هل إذا وجدنا من يستحقون فعلا لقب "النخبة" هذا .. هل سيتمكنون من إحداث التوجيه السبيم للمجتمع؟ أشك في ذلك وفق ظروف هذا العصر

ناصر يقول...

النخبة الثقافية هي انتم، وتسليط الاضواء او حجبها عنكم، لا يضير هذه الحقيقة.
من بيده الاعلام يريد ان يبرز نوعية من الثقافة والمثقفين تخدم مشاريعه، مع استثناءات لها علاقة بقوة وحضور ونشاط بعض المثقفيين الملتزمين، ممن تمكن من فرض نفسه على الميديا المحلية والدولية.
انتم النخبة الحقيقية، ولكن بعضكم لا يحمل نفسه على محمل الجد، ويتهيب من توصيف قدرته على الفعل .

ghorBty يقول...

السلامـ عليكمـ

بوست مفيد ورائع ..

ابدا من حيث انتهيت

فعلا اصبح الان كل شئ متاح ولكن بالله كيف اصبح الاستغلال نحن كشعوب دائما ما نستخدم الشئ اسوء استغلال فالتقدم وسهوله الوصول الي المعرفه لا تعني انجاب الكثير من المثقفين اصحاب العقول المنيره..

وانا اقتنع بمقولة (في المحن تظهر قدرات الرجال ) ففي هذا العصر يظهر الكثير يتكلمون في كل شئ ولكن بريقهم ذائف سرعان ما ينطفئ ولا يبقي منهم الا المعدن الاصيل ..

Desert cat يقول...

يا سيدى الفاضل مفيش حد هيعتنق فكر معين الا اذا كان فاهمه وعارفه كويس وعارف خلفياته التاريخية قبل الحاضر لانه عايش فى الحاضر .. المسألة مش لوغاريتهم بناء على ايه اعتنق فكره ده او منهجه او انضم لهذا التيار الا اذا كان عنده خلفيه كامله عنه لا يسير مع القطيع سوى الحيوانات التى لا تعقل

غير معرف يقول...

النخبة لا تعبر دائما عن العقل .. بل انها قليلا ما تعبر عن العقل علي مدار التاريخ ..... فلكل عصر اساليبه وادواته ومنطقه الخاص , ولابد ان تكون تلك النخبة معبرة عن مقاييس هذا العصر والا ما استحقت هذا الوصف .
وبالنظر الي دورات التاريخ نجد ان النخبة تتبدل من عصر الي اخر من فرسان الي فلاسفة الي علماء الي رجال مال واعمال ....... الخ ...... ونحن في عصر اصبحت احداثه وادواته تفوق قدرة اي نخبة علي مجاراة احداثه وتقديم حلول وتفسيرات لما يجري ....... نحن اسري لافكار قديمة ونخب من الماضي .... حتي اكثرنا تقدما وتطورا يعمد الي استيراد افكار النخب الغربية التي عادة ما يلفظها الجسد العربي نحو السطح وتصبح مجرد قشور عديمة النفع .

اما بالنسبة لحالة الصخب التي تتحدث عنها في وسائل التعبير المختلفة من فضائيات ومدونات ومواقع اجتماعية وسياسية .... فذلك بعيد جدا عن فكرة تكوين النخب ... فالاخيرة تتكون من تراكم الافكار والاحداث علي ارض الواقع وليس في اي مكان اخر ..... وهذا الصخب ما هو الا ممارسة لفعل كان في السابق من المحرمات ..... ولكن هذا الصخب ليس بالضرورة مؤشرا علي التقدم او العقلانية او الحوار .... فالطيور وغيرها من الكائنات اكثر منا صخبا واعلي منا صوتا منذ فجر التاريخ .... ولكنها مازالت كماهي حرة ولكنها غير واعية او مسئولة

واخيرا بالنسبة للتشاؤم حيال هذا الحوار ان كان من الممكن ان يوصف بذلك ...... فيا صديقي التغيير ياتي دائما في اعقاب حوار استنفذ اغراضه وفقد اهدافه ....... اما الحالمين بتغيير معاصر للحوار فهذا لم يحدث من قبل واظنه لن يحدث..... كما ان التغيير وان كان من سنن الحياة الا انه ليس دائما تغيير للافضل .

والشكر واجب لكم مرتين ...... الاول علي ترحيب سابق , والثاني علي اتاحة الفرصة

مصطفي محمود