تقدم اليوم نبيه الوحش المحامى المتخصص فى الصيد فى المياه العكرة ببلاغ إلى النائب العام يطالب بالتحقيق مع 11 شخصية عامة مصرية بتهمة التحريض على قتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى .. دعوى الوحش إستندت إلى أن كل من هذه الشخصيات قد إتخذ موقفا معاديا أو متخاذلا من الحجاب مما دفع المتعصب الألمانى إلى الإعتداء على الشهيدة المصرية..
هذه الدعوى التى تقدم بها الوحش لا يمكن فصلها عن موقف جريدة اليوم السابع و التى أعتقد شخصيا أنها أهم من روج للقب "شهيدة الحجاب" .. ففى عددها المنشور بالأمس أفردت الصحيفة صفحتين لقضية إستشهاد مروة و هو أمر طبيعى و ضرورى أيضا و لكن أحد هاتين الصفحتين خصصت بكاملها لعرض وجهة النظر التى عبر عنها نبيه الوحش فى دعواه ..
على هذه الصفحة نشرت اليوم السابع ثلاث مقالات بالعناوين التالية: "المؤامرة على حجاب مروة الشربينى بدأت فى القاهرة" و"حاسبوا قتلة مروة الشربينى فى مصر قبل أن تحاسبوا قاتلها فى برلين" و "مفاجأة جديدة .. أعداء الحجاب فى مصر يعتبرون وجود المحجبات فى أوروبا إستفزازا للثقافة الغربية!".
منذ بدأ الحوار حول هذه القضية أظهرت لعديدين ضيقى و إنزعاجى لمحاولة الترويج للقب "شهيدة الحجاب" .. ليس إعتراضا على كون مروة شهيدة بالطبع فهى إنسانة مسالمة قتلت غيلة و غدرا و هذا كاف لإعتبارها شهيدة .. و لكن القرن بين الشهادة و الحجاب هو بالتأكيد قفز فوق الحقائق و تصوير للأمور على غير الواقع .. مروة قتلت لأنها مسلمة و حقد ذلك المتعصب الحقير هو حقد موجه لكل مسلم و مسلمة.. حجاب مروة كان العلامة المميزة التى أشارت إلى حقيقة كونها مسلمة و لكن لو لم تكن محجبة و تصادف أن عرف ذلك المجرم أنها مسلمة بأى طريق آخر فما كانت النتائج لتتبدل بأى شكل..
هل ينفى ذلك أن ثمة قضية مثارة فى أوروبا عامة و فى فرنسا بشكل خاص حول الزى الإسلامى للمرأة بين الحجاب و النقاب؟ .. لا بالطبع .. و هل ينفى أن ثمة قضية للحجاب و النقاب مثارة و تناقش فى بلادنا ذاتها؟ .. الإجابة أيضا بلا .. و لكن الجمع بين القضيتين لمجرد تطابق العناوين هو خلط متعمد للأوراق و يعتمد على أن المتابع لا قدرة لديه على النظر إلى الأمور بالعمق المطلوب..
قضية الحجاب فى فرنسا تتعلق بتدخل دولة علمانية فى الحرية الشخصية التى يكفلها دستور هذه البلاد لمواطنيها من خلال منع بعضهم من إرتداء زى محدد .. الدولة ترى أن الحجاب رمز إسلامى يراد من إرتدائه إعلان الهوية الدينية و هو أمر تحظره القوانين العلمانية داخل المدارس تحديدا و لذلك فالقرار كان محصورا بتلك المدارس .. هذا القرار يكشف قصورا بالغا فى فهم حقيقة الحجاب لأنه ليس رمزا يشبه إرتداء رجل أو إمرأة لسلسلة يتدلى منها صليب على صدره و لكنه فى عقيدة أغلب المسلمين فريضة ينبغى على كل مسلمة الإلتزام بها كما تلتزم بالصلاة و الصوم فى رمضان إلخ .. و لذلك فقضية الحجاب فى فرنسا و فى أى دولة غربية أخرى قد تنظر فى منعه هى قضية دفاع عن حق كل إنسان فى ممارسة ما تمليه عليه عقيدته الدينية.. و لنكن أكثر وضوحا فى ذلك فليس يدخل فى تلك القضية مناقشة رأى أى إنسان غربى فى الحجاب نفسه فإن كان يراه قيدا على حرية المرأة أو مظهرا لدونيتها أو غير ذلك فهذا شأنه و من حقنا أن نناقشه فيه و لكن لا يدخل هذا فى إطار القضية الواضحة التى حدودها هى حرية العقيدة و حرية الممارسة للشعائر الدينية..
قضية الحجاب فى بلادنا لها أبعاد أعقد .. و فى أحد أوجهها هى على عكس قضيته فى الخارج .. ففى بلادنا يقوم البعض بفرض الحجاب على بناتهم أو زوجاتهم و يعمد البعض إلى إشاعة مناخ ضاغط يحاصر كل من تختار ألا ترتدى الحجاب و يربط بين خيارها ذلك و بين إتهامات أخلاقية مختلفة .. هذا كله فى إطار توجه أصبح عاما يسمح لأى شخص أو مؤسسة بالتدخل فى الحياة الشخصية لأى إنسان بدعوى إشاعة القيم و الأخلاقيات الإسلامية فى المجتمع .. هذا التوجه يتجلى فى كثير من المظاهر أكثرها وضوحا هو مطاردة الكتب و الأعمال الفنية و ملاحقتها بالدعاوى القضائية و تدخل بعض المؤسسات لمصادرتها أو التحريض ضدها إلى حد دفع البعض إلى التظاهر لمهاجمتها! ..
قضية الحجاب هنا عندما يتصدى لها البعض تتعلق بمحاولة إقناع المجتمع بتبنى نهجا أكثر تسامحا و أقل تدخلا فى الحرية الشحصية للمرأة.. و فى هذه النقطة تحديدا تتلقى القضية داخليا و خارجيا .. فإذا دافعنا عن حق المرأة المسلمة فى الخارج فى أن ترتدى الحجاب لأنها بذلك تمارس حقها فى ممارسة شعائر دينها وفق عقيدتها فينبغى أيضا أن ندافع عن حق أى إمرأة مسلمة فى أن تمارس حقها فى ألا ترتدى الحجاب إذا كانت تعتقد أنه ليس شعيرة إسلامية واجبة..
ليس هذا إلا وجه واحد للقضية لأنه بالمقابل تشهد بلادنا تمييزا ضد الحجاب تمارسه جهات و مؤسسات رسمية و غير رسمية .. أغلب هذا التمييز يتجلى فى حرمان المرأة المحجبة من فرصة الحصول على وظائف بعينها مثل الظهور على شاشة التليفزيون كمذيعة أو العمل كمضيفة على طائرة أو فندق إلخ .. أغرب مظاهر التمييز ظهر مؤخرا مع إمتناع مطاعم و مقاهى فاخرة عن إستقبال المحجبات بدعاوى سخيفة و مرفوضة .. إجمالا تندرج هذه الممارسات تحت قضية تدور حول التمييز ضد فئة من المجتمع بسبب خيارات يكفل الدستور لها حرية الإختيار فيها..
بعيدا عن الأوجه القانونية و الدستورية لقضية الحجاب فى بلادنا لا يبقى سوى النقاش و الجدل الذى يتراوح بين الشرعية و الحضارية و الرمزية و هذا كله يندرج تحت حرية الرأى و التعبير.. فمن حق أى إنسان أن يرى الحجاب ضرورة شرعية و يعلن عن رأيه و يدعو كل مسلمة إلى الإلتزام به.. فى المقابل من حق أى إنسان أن يتشكك فى مدى ثبوت شرعية الحجاب و يوضح رأيه هذا و يدعو له.. تدنى مستوى مثل هذا الحوار و تحوله إلى وصلات من الردح و السباب المتبادل و الإتهام بالإلحاد على جانب و بالتخلف و الرجعية على الجانب الآخر هو مسئولية المتحاورين و مسئولية المجتمع ككل الذى لم ينضج بعد بحيث يدير حواراته حول أى قضية فى مناخ أقل توترا و أكثر قدرة على إحترام الرأى و الرأى النقيض..
المأساة هى خلط الأوراق و نقل الحوار من قضية إلى أخر دون تبين حدود كل منها و أمثلة ذلك هى السائدة بحيث لا يكون أمامنا سوى التسليم بأن من يقدمون على ذلك إما أنهم جاهلون بالأطر الحقيقية لقضاياهم أو أنهم يتعمدون خلط الأوراق بهدف الصيد فى الماء العكر..
عندما ثارت قضية النقاب فى المحتوى الغربى بإعلان ساركوزى أن النقاب ليس مرحبا به فى فرنسا رأينا أحد المدافعات عن حقوق المرأة فى مصر تعلن عن تأييدها لمنع النقاب فى فرنسا!! و إستخدمت لتأييد رأيها هذا حجة أن النقاب ليس فريضة إسلامية!! .. هذا نموذج صارخ لخلط الأوراق و نقل القضية من صورتها المحلية إلى صورتها الخارجية .. المفروض أن الناشطة المصرية تدافع هنا عن حرية المرأة فى أن تختار و لكنها دعمت قرارا يحرم المرأة من الإختيار!.. فى نفس الوقت نقلت إلى سياق الحوار الخارجى شأنا إسلاميا و هو نقاش فرضية النقاب من عدمه و ليس لهذا النقاش علاقة بالقضية فى الخارج من قريب أو بعيد فالدولة العلمانية ليست حكما فى صحيح الشريعة الإسلامية أو المسيحية أو البوذية و يحظر عليها أصلا أن تتخذ قرارا بناءا على أى من هذه الشرائع سواء كان موضع القرار مجمع عليه أو مختلف فيه..
فى المقابل و مع الحادث المؤلم الذى ذهبت فيه مروة الشربينى ضحية للتعصب نرى نموذجا جديدا لخلط الأوراق .. فكما أوضحت لم تقتل مروة نتيجة لكونها محجبة بل نتيجة لكونها مسلمة أجنبية فى بلد يرى متعصبوه أنه ينبغى التخلص من كل أجنبى مقيم على أرضه .. لا علاقة للأمر هنا بحجاب مروة أو بالقضايا المثارة حول الحجاب .. و بالتأكيد لا توجد أى علاقة للأمر بحوار البعض هنا داخل مصر حول الحجاب فكما بينت يدور هذا الحوار حول حرية المرأة فى إختيار أن ترتدى الحجاب أو لا ترتديه و حول التمييز ضد المرأة بسبب حجابها و حول شرعية الحجاب و فرضيته .. و مثل هذا الحوار محصور فى بلادنا و من السخف تصور أن له أى أصداء خارجية إلا إذا..
إلا إذا هذه تتعلق بأن يقودنا خلط الأوراق فعلا إلى أن تندمج القضية بالخارج بالقضية فى الداخل و تتبادلا الحجج و وسائل الصراع بالرغم من أن المحيط و البيئة و المناخ مختلفين بل و متناقضين .. فعندما تتحدث الناشطة المصرية التى أشرت إليها إلى جمهور غربى حول أن النقاب ليس من الشريعة الإسلامية بل ممارسة متطرفة يفرضها المتعصبون فهى بذلك تروج لكذبة يصعب على جمهورها الوصول إلى حقيقتها و بالتالى فى فعلا تساعد على ترسيخ صورة غير صحيحة عن إرتباط النقاب بالتطرف و التعصب و من ثم بالإرهاب و هو مخزن المخاوف الغربية و بذلك تدعم هذه الناشطة من حيث لاتدرى مقولات يستخدمها اليمينيون المتطرفون فى الغرب ضد المسلمين و ضد مظاهر ممارستهم لشعائرهم الدينية..!!
و مرة أخر فى المقابل عندما يستخدم طرف فى الحوار الداخلى حول الحرية الشخصية و علاقتها بالشرائع الإسلامية حادث إستشهاد مروة كسلاح يشهره فى أوجه أطراف أخرى فى هذا الحوار فهو يخرج الحدث خارج سياقه و يحاول دعم تيار من الإرهاب الفكرى يقيد حق كل إنسان فى أن يكون له رأيه فى الحجاب أو غيره..
المحصلة أن خلط الأوراق من كلا الطرفين يدعم التوجه الأسوأ على الضفتين .. فالبعض يدعم أن يتجه الآخر الغربى أكثر إلى الشك بكل ما هو مسلم و يحفز قدرا أكبر من التعصب و تراجعا فى دعم الحرية الشخصية .. و البعض الآخر يدعم أن نتجه فى الداخل إلى قدر أكبر من تكميم الأفواه و محاصرة العقول و يقدم أسلحة جديدة لمهاجمة كل صاحب رأى و تظل الحرية الشخصية هى الخاسر الأكبر هنا أيضا..
نقطة اللقاء الحقيقية و الصحيحة بين قضية الحجاب فى الداخل و الخارج هى فى دعم حقوق الإنسان و حريته .. هذه هى دعامة دفاعنا عن حق المسلمة فى الخارج فى أن ترتدى حجابها أو نقابها وفق ما يمليه عليها خيارها الحر لما تعتقد فى أنه صواب و هى أيضا دعامة دفاعنا عن حق المسلمة فى الداخل فى أن تكتفى بالحجاب أو لا ترتديه وفق عقيدتها الشخصية و حقها فى ألا تضار فتحرم من وظيفة تستحقها أو تمنع من دخول مكان يحق لها كغيرها الدخول إليه ..
نقطة اللقاء الحقيقية و الصحيحة فى صورة أعم و أشمل هى أنه وبينما ننتفض غضبا على التعصب الغربى ضد المسلمين الوافدين عليه لا ينبغى أن نغفل برودنا و الشماتة المعيبة التى نظر بها البعض إلى التعصب الصارخ الذى قاد البعض إلى مهاجمة أناس آمنون فى بيوتهم و حرق تلك البيوت عليهم لأنهم يدينون بديانة لا تعجبهم رغم أنهم مواطنون مصريون لم يفدوا من الخارج!! .. علينا و نحن نطالب الآخر بأن يشعر بالخزى لعنصريته أن نستشعر الخزى نفسه لطائفيتنا التى تصل إلى منع الناس من الصلاة فى بيوتهم!! .. لا أطلب أن يكون صوتنا خفيضا فى مواجهة الآخر الغربى و لكنى أطالب برفع نفس الأصوات فى وجه الذات و محاولة إقامتها على الصواب الذى نطالب غيرنا بالإلتزام به.. و قبل ذلك فليتوقف محترفوا الصيد فى الماء العكر عن هوايتهم البغيضة و ليتنا نعمل على تصفية المياه حتى لا يمكن للمغرضين الصيد فيها..
هذه الدعوى التى تقدم بها الوحش لا يمكن فصلها عن موقف جريدة اليوم السابع و التى أعتقد شخصيا أنها أهم من روج للقب "شهيدة الحجاب" .. ففى عددها المنشور بالأمس أفردت الصحيفة صفحتين لقضية إستشهاد مروة و هو أمر طبيعى و ضرورى أيضا و لكن أحد هاتين الصفحتين خصصت بكاملها لعرض وجهة النظر التى عبر عنها نبيه الوحش فى دعواه ..
على هذه الصفحة نشرت اليوم السابع ثلاث مقالات بالعناوين التالية: "المؤامرة على حجاب مروة الشربينى بدأت فى القاهرة" و"حاسبوا قتلة مروة الشربينى فى مصر قبل أن تحاسبوا قاتلها فى برلين" و "مفاجأة جديدة .. أعداء الحجاب فى مصر يعتبرون وجود المحجبات فى أوروبا إستفزازا للثقافة الغربية!".
منذ بدأ الحوار حول هذه القضية أظهرت لعديدين ضيقى و إنزعاجى لمحاولة الترويج للقب "شهيدة الحجاب" .. ليس إعتراضا على كون مروة شهيدة بالطبع فهى إنسانة مسالمة قتلت غيلة و غدرا و هذا كاف لإعتبارها شهيدة .. و لكن القرن بين الشهادة و الحجاب هو بالتأكيد قفز فوق الحقائق و تصوير للأمور على غير الواقع .. مروة قتلت لأنها مسلمة و حقد ذلك المتعصب الحقير هو حقد موجه لكل مسلم و مسلمة.. حجاب مروة كان العلامة المميزة التى أشارت إلى حقيقة كونها مسلمة و لكن لو لم تكن محجبة و تصادف أن عرف ذلك المجرم أنها مسلمة بأى طريق آخر فما كانت النتائج لتتبدل بأى شكل..
هل ينفى ذلك أن ثمة قضية مثارة فى أوروبا عامة و فى فرنسا بشكل خاص حول الزى الإسلامى للمرأة بين الحجاب و النقاب؟ .. لا بالطبع .. و هل ينفى أن ثمة قضية للحجاب و النقاب مثارة و تناقش فى بلادنا ذاتها؟ .. الإجابة أيضا بلا .. و لكن الجمع بين القضيتين لمجرد تطابق العناوين هو خلط متعمد للأوراق و يعتمد على أن المتابع لا قدرة لديه على النظر إلى الأمور بالعمق المطلوب..
قضية الحجاب فى فرنسا تتعلق بتدخل دولة علمانية فى الحرية الشخصية التى يكفلها دستور هذه البلاد لمواطنيها من خلال منع بعضهم من إرتداء زى محدد .. الدولة ترى أن الحجاب رمز إسلامى يراد من إرتدائه إعلان الهوية الدينية و هو أمر تحظره القوانين العلمانية داخل المدارس تحديدا و لذلك فالقرار كان محصورا بتلك المدارس .. هذا القرار يكشف قصورا بالغا فى فهم حقيقة الحجاب لأنه ليس رمزا يشبه إرتداء رجل أو إمرأة لسلسلة يتدلى منها صليب على صدره و لكنه فى عقيدة أغلب المسلمين فريضة ينبغى على كل مسلمة الإلتزام بها كما تلتزم بالصلاة و الصوم فى رمضان إلخ .. و لذلك فقضية الحجاب فى فرنسا و فى أى دولة غربية أخرى قد تنظر فى منعه هى قضية دفاع عن حق كل إنسان فى ممارسة ما تمليه عليه عقيدته الدينية.. و لنكن أكثر وضوحا فى ذلك فليس يدخل فى تلك القضية مناقشة رأى أى إنسان غربى فى الحجاب نفسه فإن كان يراه قيدا على حرية المرأة أو مظهرا لدونيتها أو غير ذلك فهذا شأنه و من حقنا أن نناقشه فيه و لكن لا يدخل هذا فى إطار القضية الواضحة التى حدودها هى حرية العقيدة و حرية الممارسة للشعائر الدينية..
قضية الحجاب فى بلادنا لها أبعاد أعقد .. و فى أحد أوجهها هى على عكس قضيته فى الخارج .. ففى بلادنا يقوم البعض بفرض الحجاب على بناتهم أو زوجاتهم و يعمد البعض إلى إشاعة مناخ ضاغط يحاصر كل من تختار ألا ترتدى الحجاب و يربط بين خيارها ذلك و بين إتهامات أخلاقية مختلفة .. هذا كله فى إطار توجه أصبح عاما يسمح لأى شخص أو مؤسسة بالتدخل فى الحياة الشخصية لأى إنسان بدعوى إشاعة القيم و الأخلاقيات الإسلامية فى المجتمع .. هذا التوجه يتجلى فى كثير من المظاهر أكثرها وضوحا هو مطاردة الكتب و الأعمال الفنية و ملاحقتها بالدعاوى القضائية و تدخل بعض المؤسسات لمصادرتها أو التحريض ضدها إلى حد دفع البعض إلى التظاهر لمهاجمتها! ..
قضية الحجاب هنا عندما يتصدى لها البعض تتعلق بمحاولة إقناع المجتمع بتبنى نهجا أكثر تسامحا و أقل تدخلا فى الحرية الشحصية للمرأة.. و فى هذه النقطة تحديدا تتلقى القضية داخليا و خارجيا .. فإذا دافعنا عن حق المرأة المسلمة فى الخارج فى أن ترتدى الحجاب لأنها بذلك تمارس حقها فى ممارسة شعائر دينها وفق عقيدتها فينبغى أيضا أن ندافع عن حق أى إمرأة مسلمة فى أن تمارس حقها فى ألا ترتدى الحجاب إذا كانت تعتقد أنه ليس شعيرة إسلامية واجبة..
ليس هذا إلا وجه واحد للقضية لأنه بالمقابل تشهد بلادنا تمييزا ضد الحجاب تمارسه جهات و مؤسسات رسمية و غير رسمية .. أغلب هذا التمييز يتجلى فى حرمان المرأة المحجبة من فرصة الحصول على وظائف بعينها مثل الظهور على شاشة التليفزيون كمذيعة أو العمل كمضيفة على طائرة أو فندق إلخ .. أغرب مظاهر التمييز ظهر مؤخرا مع إمتناع مطاعم و مقاهى فاخرة عن إستقبال المحجبات بدعاوى سخيفة و مرفوضة .. إجمالا تندرج هذه الممارسات تحت قضية تدور حول التمييز ضد فئة من المجتمع بسبب خيارات يكفل الدستور لها حرية الإختيار فيها..
بعيدا عن الأوجه القانونية و الدستورية لقضية الحجاب فى بلادنا لا يبقى سوى النقاش و الجدل الذى يتراوح بين الشرعية و الحضارية و الرمزية و هذا كله يندرج تحت حرية الرأى و التعبير.. فمن حق أى إنسان أن يرى الحجاب ضرورة شرعية و يعلن عن رأيه و يدعو كل مسلمة إلى الإلتزام به.. فى المقابل من حق أى إنسان أن يتشكك فى مدى ثبوت شرعية الحجاب و يوضح رأيه هذا و يدعو له.. تدنى مستوى مثل هذا الحوار و تحوله إلى وصلات من الردح و السباب المتبادل و الإتهام بالإلحاد على جانب و بالتخلف و الرجعية على الجانب الآخر هو مسئولية المتحاورين و مسئولية المجتمع ككل الذى لم ينضج بعد بحيث يدير حواراته حول أى قضية فى مناخ أقل توترا و أكثر قدرة على إحترام الرأى و الرأى النقيض..
المأساة هى خلط الأوراق و نقل الحوار من قضية إلى أخر دون تبين حدود كل منها و أمثلة ذلك هى السائدة بحيث لا يكون أمامنا سوى التسليم بأن من يقدمون على ذلك إما أنهم جاهلون بالأطر الحقيقية لقضاياهم أو أنهم يتعمدون خلط الأوراق بهدف الصيد فى الماء العكر..
عندما ثارت قضية النقاب فى المحتوى الغربى بإعلان ساركوزى أن النقاب ليس مرحبا به فى فرنسا رأينا أحد المدافعات عن حقوق المرأة فى مصر تعلن عن تأييدها لمنع النقاب فى فرنسا!! و إستخدمت لتأييد رأيها هذا حجة أن النقاب ليس فريضة إسلامية!! .. هذا نموذج صارخ لخلط الأوراق و نقل القضية من صورتها المحلية إلى صورتها الخارجية .. المفروض أن الناشطة المصرية تدافع هنا عن حرية المرأة فى أن تختار و لكنها دعمت قرارا يحرم المرأة من الإختيار!.. فى نفس الوقت نقلت إلى سياق الحوار الخارجى شأنا إسلاميا و هو نقاش فرضية النقاب من عدمه و ليس لهذا النقاش علاقة بالقضية فى الخارج من قريب أو بعيد فالدولة العلمانية ليست حكما فى صحيح الشريعة الإسلامية أو المسيحية أو البوذية و يحظر عليها أصلا أن تتخذ قرارا بناءا على أى من هذه الشرائع سواء كان موضع القرار مجمع عليه أو مختلف فيه..
فى المقابل و مع الحادث المؤلم الذى ذهبت فيه مروة الشربينى ضحية للتعصب نرى نموذجا جديدا لخلط الأوراق .. فكما أوضحت لم تقتل مروة نتيجة لكونها محجبة بل نتيجة لكونها مسلمة أجنبية فى بلد يرى متعصبوه أنه ينبغى التخلص من كل أجنبى مقيم على أرضه .. لا علاقة للأمر هنا بحجاب مروة أو بالقضايا المثارة حول الحجاب .. و بالتأكيد لا توجد أى علاقة للأمر بحوار البعض هنا داخل مصر حول الحجاب فكما بينت يدور هذا الحوار حول حرية المرأة فى إختيار أن ترتدى الحجاب أو لا ترتديه و حول التمييز ضد المرأة بسبب حجابها و حول شرعية الحجاب و فرضيته .. و مثل هذا الحوار محصور فى بلادنا و من السخف تصور أن له أى أصداء خارجية إلا إذا..
إلا إذا هذه تتعلق بأن يقودنا خلط الأوراق فعلا إلى أن تندمج القضية بالخارج بالقضية فى الداخل و تتبادلا الحجج و وسائل الصراع بالرغم من أن المحيط و البيئة و المناخ مختلفين بل و متناقضين .. فعندما تتحدث الناشطة المصرية التى أشرت إليها إلى جمهور غربى حول أن النقاب ليس من الشريعة الإسلامية بل ممارسة متطرفة يفرضها المتعصبون فهى بذلك تروج لكذبة يصعب على جمهورها الوصول إلى حقيقتها و بالتالى فى فعلا تساعد على ترسيخ صورة غير صحيحة عن إرتباط النقاب بالتطرف و التعصب و من ثم بالإرهاب و هو مخزن المخاوف الغربية و بذلك تدعم هذه الناشطة من حيث لاتدرى مقولات يستخدمها اليمينيون المتطرفون فى الغرب ضد المسلمين و ضد مظاهر ممارستهم لشعائرهم الدينية..!!
و مرة أخر فى المقابل عندما يستخدم طرف فى الحوار الداخلى حول الحرية الشخصية و علاقتها بالشرائع الإسلامية حادث إستشهاد مروة كسلاح يشهره فى أوجه أطراف أخرى فى هذا الحوار فهو يخرج الحدث خارج سياقه و يحاول دعم تيار من الإرهاب الفكرى يقيد حق كل إنسان فى أن يكون له رأيه فى الحجاب أو غيره..
المحصلة أن خلط الأوراق من كلا الطرفين يدعم التوجه الأسوأ على الضفتين .. فالبعض يدعم أن يتجه الآخر الغربى أكثر إلى الشك بكل ما هو مسلم و يحفز قدرا أكبر من التعصب و تراجعا فى دعم الحرية الشخصية .. و البعض الآخر يدعم أن نتجه فى الداخل إلى قدر أكبر من تكميم الأفواه و محاصرة العقول و يقدم أسلحة جديدة لمهاجمة كل صاحب رأى و تظل الحرية الشخصية هى الخاسر الأكبر هنا أيضا..
نقطة اللقاء الحقيقية و الصحيحة بين قضية الحجاب فى الداخل و الخارج هى فى دعم حقوق الإنسان و حريته .. هذه هى دعامة دفاعنا عن حق المسلمة فى الخارج فى أن ترتدى حجابها أو نقابها وفق ما يمليه عليها خيارها الحر لما تعتقد فى أنه صواب و هى أيضا دعامة دفاعنا عن حق المسلمة فى الداخل فى أن تكتفى بالحجاب أو لا ترتديه وفق عقيدتها الشخصية و حقها فى ألا تضار فتحرم من وظيفة تستحقها أو تمنع من دخول مكان يحق لها كغيرها الدخول إليه ..
نقطة اللقاء الحقيقية و الصحيحة فى صورة أعم و أشمل هى أنه وبينما ننتفض غضبا على التعصب الغربى ضد المسلمين الوافدين عليه لا ينبغى أن نغفل برودنا و الشماتة المعيبة التى نظر بها البعض إلى التعصب الصارخ الذى قاد البعض إلى مهاجمة أناس آمنون فى بيوتهم و حرق تلك البيوت عليهم لأنهم يدينون بديانة لا تعجبهم رغم أنهم مواطنون مصريون لم يفدوا من الخارج!! .. علينا و نحن نطالب الآخر بأن يشعر بالخزى لعنصريته أن نستشعر الخزى نفسه لطائفيتنا التى تصل إلى منع الناس من الصلاة فى بيوتهم!! .. لا أطلب أن يكون صوتنا خفيضا فى مواجهة الآخر الغربى و لكنى أطالب برفع نفس الأصوات فى وجه الذات و محاولة إقامتها على الصواب الذى نطالب غيرنا بالإلتزام به.. و قبل ذلك فليتوقف محترفوا الصيد فى الماء العكر عن هوايتهم البغيضة و ليتنا نعمل على تصفية المياه حتى لا يمكن للمغرضين الصيد فيها..
هناك 13 تعليقًا:
مقال فى غاية الروعة ...
على فكرة ياتامر البوست فعلا شامل افكار وموضوعات كتير جدا وقدرت ان انت توضحها كلها ..لذا سأعلق على النقط الموجودة فى البوسط واحدة تلو الاخرى ..نبدأ اولا بموضوع الهرتلة الاعلامية ومحاولة استغلال مقتل الدكتورة مروة باللعب على وتر ان هناك حرب على الاسلام وان مروة لم تقتل الا لانها محجبة .. والكلام الساذج التانى ان السلاميين رددوة وان قدروا فعلا يقنعوا ناس كتير بيه .. ولكن فى راى الشخصى ان الدكتورة مروة لم تقتل الا لمجرد ان القاتل شخص متطرف يغلب علية التعصب والعنصرية تجاة المسلمين نتيجة الهلع من الاسلام والمسلمين فى الغرب بعد احداث 11 سبتمبر وترسيخ الاعلام الغربى هذة المفاهيم عند الاوروبيين بأن الاسلام دين ارهاب وتعصب والى غير ذلك؟؟؟ فهذا المتطرف هو نتاج كل هذة الدعايا المزيفة والتى اوجدت عندة دون ان تدرى شعور بالكراهية تجاة كا ما لة صلة بالاسلام.... هذا المجرم لم يقتل الدكتورة مروة لكونها محجبة ولكن لكونها مسلمة لذا فلفظ شهيدة الحجاب غير مستحب وغير منطقى لانة من الافضل ان نقول انها ضحية العنصرية والتطرف ...
الموضوع والبوسط يشد الانتباة جدا لذا سأحاول ان انا اعلق على باقى الافكار فية بالتتابع بعد ذلك
أختلف معك في هذه العبارة بالذات
فكما أوضحت لم تقتل مروة نتيجة لكونها محجبة بل نتيجة لكونها مسلمة أجنبية فى بلد يرى متعصبوه أنه ينبغى التخلص من كل أجنبى مقيم على أرضه
فهي قتلت لإنها مسلمة و ليس لإنها أجنبية
لإن القاتل نفسه ألماني من أصول روسية أي أنه أجنبي إلى حد ما
و لو أن هذا القاتل المتطرف شاهد ألمانية مسلمة ترتدي الحجاب و هي ألمانية صرفة تماماً و عرقها ألماني نقي لما تردد في إتهامها بالإرهاب و سبها و قتلها
إنها جريمة كراهية دينية و ليست معاداة للأجانب
محمد مرعى
--------
سعيد بتعليقك و أشكرك على المجاملة..
هأنتظر بقيت النقط اللى تحب تتطرق إليها..
باشمهندس تامر
مقال رائع و غاية فى الروعة
انت المفروض ترسل مقالاتك للجرايد تتنشر
بجد مقالاتك عالية اوووى فكرياً
انا موافق على معظم ما فى المقال
لكن رأيى من رأى مهندس حر
مشكلة الشخص مع الحجاب الذى يتم تصويره انه ارهاب
مش موافق على ادخال النقاب فى النقاش
ليس لتحفظى عليه و لكن
لأنه مينفعش الست تلبس نقاب فى مجتمع غربى زى فرنسا
كدة بنخصم من فرص حرية الحجاب
لا يمكن يكون هناك نقاب فى مجتمع غربى شىء غير منطقى و صعب جداً حدوثه
بخصوص اخر فقرة عن حرق بيوت البهائيين
موافق جداً عليها
و ان شاء الله انتظر منى بوست حيبقى فيه نفس الفكرة بشكل تانى
--
اه نسيت نبيه الوحش
ده مناخوليا خالص
مهندس مصرى
----------
القاتل الروسى الأصل هو صحيح وافد لكنه بينتمى لفئة خاصة من الوافدين و همه اللى بيحصلوا على الجنسية بحكم صلة الدم .. ببساطة كده هو من القومية الألمانية لكنه ولد فى مكان تحت السيطرة الروسية حاليا.. دى قصة طويلة و معقدة حبتين..
الناس دى بيحصلوا على الجنسية من غير ما يكون لهم عمل أو مصدر دخل و بالتالى بيعانوا من البطالة و همه فى نفس الوقت متطرفين فى إنتماؤهم للقومية الألمانية و ده أصلا سبب تركهم لبلدهم الأصلى و هجرتهم لألمانيا.. و بالتالى همه من أكثر الناس ميلا لأفكار اليمين المعادى للأجانب.. و عددهم كبير خاصة فى الولايات الشرقية اللى إقتصادها لسة فى ظروف صعبة بعد الوحدة..
التعصب ضد الأجانب فى ألمانيا و أوروبا عامة قديم و تركيزه على المسلمين حاليا كبير بفعل دعاية الحرب على الإرهاب.. و إنت معاك حق إنه لو قابل ألمانية مسلمة كان برضه قتلها و أنا بقولك سواء محجبة أو لأ.. لأنه فى عرف العالم دى المسلم ده أجنبى حتى و لو ألمانى قح.. حاجة كده زى ما الناس عندنا مش عارفين يفهموا إزاى فيه مصرى بهائى أو مصرى شيعى .. يعنى أخينا الألمانى لو قابل ألمانية مسلمة هيعملها كخائنة لبلادهاو يمكن كراهيته ليها تبقى أكبر من كراهيته لمروة..
بدراوى
------
أولا شكرا على الكلام الكبير و ربنا يكرمك :)
ثانيا.. ما ينفعش نقول النقاب لا يصلح لأوروبا.. على الأوروبيين إنهم يحسموا أمرهم و يحلوا مشاكلهم.. يا يقبلوا التعددية الثقافية و يتواءموا معاها يا يقفلوا على نفسهم و يتحولوا لدول قمعية..
و بعدين النقاب موجود فى الدول الأوربية فعلا و مش عامل مشكلة تستدعى إن رئيس فرنسا يجيب سيرته.. الراجل فى النهاية كان بيغازل الميول اليمينية عند أنصار حزبه عشان يوقف نزيف الأصوات اللى رايح للأحزاب اليمينية.. فإذا كانت أحزاب الوسط مستعدة إنها تتنازل عن الفوارق بينها و بين الأحزاب اليمينية عشان صوتين هنا أو هناك يبقى الديموقراطية الغربية كلها وقعت فى صفيحة الزبالة و مبقالهاش لازمة..
أوروبا فى أزمة هوية حقيقية و لو غرقت فى الأزمة دى يبقى إحنا على أبواب العصور الوسطى الجديدة و صراع أديان مكشوف.. لأن لو اليمين المتطرف سيطر على الحكم هناك هينقل قضاياه من الحدود المحلية للسياسة الخارجية و هيعبر عن مصالح الدول بأسلوب صراع ثقافى و نبقى وصلنا لنهاية تاريخ التنوير الغربى..
لو سمحت يا بشمهندس
ممكن تشوف الفيديو اللي في البوست ده
http://magdawia.blogspot.com/2009/07/blog-post_08.html
و هو نبية الجحش قصدي الوحشش مش هيمد دة محامي بتاع شهرة
انا هقرأ الموضوع بكرة و انا فايق تاني
مهندس مصرى
----------
الرد الكامل على الفيديو ده محتاج بوست لوحده على الأقل..
كل اللى أقدر أقولهولك إن لو بحثت على الإنترنت ممكن تلاقى خمسين فيديو عن التعايش بين المسلمين و غيرهم فى الغرب و عن إندماج المسلمين فى بلدانهم الجديدة و هتلاقى برضه خمسين فيديو تانيين من عينة الفيديو ده..
السؤال كام واحد فى الغرب شاف الفيديو ده و كام واحد صدقه ؟ و يا ترى كام واحد منهم كان متعصب قبل ما يشوفه و كام واحد ماكانش متعصب و تحول إلى متعصب بعد ماشافه..
لو قست على المواد المشابهة فى بلادنا و على مين بيتفرج عليها هتكتشف إن أغلب اللى بيتفرجوا على فيديو زى ده بيكونوا متعصبين من الأول.. و إن محبى المسلمين أو الناس اللى بتشجع على تعايش الثقافات بيتفرجوا على الفيديوهات بتاعتهم..
الواقع إننا كلنا بندور على اللى بيعجبنا معظم الوقت و قليل لما بنشوف اللى ما بيعجبناش.. ده أحد عيوب الإنترنت لأنه فضاء مفتوح للجميع بيديك إنطباع إنك شايف كل حاجة فى حين إنت مابتشوفش غير اللى بتدور عليه..
المهم هو إنك تسأل نفسك أنا عايز إيه و عايز أصدق إيه و ممكن أعمل إيه عشان اللى عايزه و مصدقه يحصل؟.. مفيش حاجة إسمها حتمية تاريخية.. المستقبل تصنعه أعمالنا فى الحاضر.. لكن عجزنا و تحولنا إلى قاعدين مستسلمين بيخلى المستقبل فى إيد الفاعلين الحقيقين فى الحاضر و بالتالى بيبقى المستقبل ليهم و مش لينا.. و الدليل واضح فى القرون الطويلة اللى قعدنا فيها و غيرنا إتحرك..
[جميلة النقطة قوى الخاصة اننا اذا اردنا ان نكون جاديين فى مطالبة الغرب بضرورة السعى الى محو الافكار العنصرية والمتطرفة تجاة كل ما هو مسلم او عربى او صاحب فكر محتلف ان يرتبط هذا بسعينا نحن ايضا الى عمل نفس الشىء داخل بلداننا ..لان عيب قوى لما نطالب باحترام قيمة الاختلاف والاديان هناك فى الغرب فى نفس الوقت ان المجتمعات بتاعتنا تغلب عليها كل هذة الافكار المتخلفة
جميل البوست ياباش مهندس
وانا مع بدراوى
مقال فعلا لازم يتنشر
وانا كنت ضد ترويج لفظ شهيدة الحجاب لان دة بيهمش القضية
مروة ضحية الحقد الاسود والتعصب
لانها لو كانت غير محجبة وعرف انها مسلمة
لنالت نفس المصير
ده موش بوست ده مقال وجميل كمان
وعلى فكره اتفق معاك في ان الحريه المرأه والانسان عموما في ان يمارس حريته في ما يراه مناسبا للتعبير عن انتماءاته وعقيدته
لكن بالنسبه للبهائيين الوضع مختلف شويه
الفكره هي ان الناس احسوا بالخديعه ..... لان الناس في الشورانيه كانوا بيعتقدوا ان البهائيه طريقه صوفيه ...... وكان البهائيين يصلون صلاه المسلمين مع المسلمين او كأمام ايضا
لكن طبعا تصرفهم مرفوض ...... لكن اعتقد انه فيه نوع من الخديعه مورس للترويج للبهائيه
شكرا على المقال الرائع
سلمت يداك
كله كوم ونبيه الوحش دة كوم
دة لازم يسموه نبيه الوٍحٍش بكسر الواو والحاء
إرسال تعليق