البعض يروج للحرية بمفهومها الغربى و البعض الآخر يهاجم الحرية أيضا بمفهومها الغربى و كأن كلمة الحرية فى ذاتها هى واحدة من تلك المصطلحات التى لم يكن لها وجود فى معجمنا فنحتناها أو ترجمناها عن أصل غربى .. و كأنما لا يمكن لنا أن نؤصل لمفهوم خاص بنا للحرية .. حرية الفرد و حرية الجماعة و حرية المجتمع ككل ..
مروجى الحرية الغربية حريصون على إستيراد مظاهرها و مفاهيمها من الغرب و بلغ من تسليمهم للريادة الغربية فى هذا المجال حد تصور أن كل ما يرد من الغرب لا يأتيه الباطل من يديه أو من خلفه.. ظهر هذا جليا فى آراء هؤلاء التى عبروا عنها تعليقا على بيان نيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسى أمام الجمعية الوطنية الفرنسية و الذى قال فيه أن النقاب هو مظهر من مظاهر إستعباد المرأة و إلغاء وجودها و لذا فهو غير مرحب به فى فرنسا.. و خرج علينا معلقون عرب و مسلمون يهللون لبيان ساركوزى و يقولون أنه لا شبهة فيه للهجوم على الإسلام حيث أن النقاب ليس جزءا من الشريعة الإسلامية و إنما هو عادة بدوية يرغب بعض المتعصبون و المتطرفون إلى إلصاقها قسرا بالإسلام و يريدون بها تحجيم المرأة و إلغاء وجودها..
يبدو أن مثل هؤلاء لا يمكن لهم تصور أن رئيس فرنسا معقل العلمانية و الحرية و التنوير يمكن أن يخطئ فى أمر يتعلق بالحرية .. و ربما لاقى حديث ساركوزى عن النقاب إستحسانهم لمجرد أنه يلتقى مع آرائهم الشخصية و تطلعهم إلى التخلص من النقاب كظاهرة غير حضارية.. فى الحالتين فات هؤلاء كما فات ساركوزى نفسه نقطة شديدة الوضوح و هى أن مفهوم الحرية الشخصية فى إطار علمانى هو مفهوم فردى .. و هذا يعنى أن حق الإنسان فى الإعتقاد و إختيار أزيائه هو أمر يتعلق بكل فرد على حده و بالتالى لا يحق لأحد مناقشة خيارات شخص ما بدعوى أنها ليست من صحيح دين أو عقيدة ما..
سأقول هذا مرة أخرى بكلمات مختلفة .. الحرية الشخصية تعنى أن كل إنسان له الحق فى أن تكون له عقيدته الدينية التى يختارها كما أن من حقه أن يمارس هذه العقيدة بالشكل الذى يراه هو مناسبا و هذا يعنى أنه لو أراد أحدهم أن يخترع عقيدة ما لم يسبق أن كان لها وجود من قبل و نسب إلى تلك العقيدة ممارسات من أى نوع أو سبل تعبير من أى شكل كأن يرتدى ملابسه بالمقلوب أو يلبس طرطورا بشرائط زاهية إلخ ففى إطار الحرية الشخصية فإن هذا الشخص له مطلق الحرية فى فعل تلك الأمور جميعا .. و للآخرين أيضا مطلق الحرية فى إعتباره أبلها أو مجنونا دون أن يتعرضوا له بأذى..
تأسيسا على هذه الحقيقة التى لا أعتقد أن الإخوة مروجى الحرية الغربية يمكنهم معارضتها فإن القول بأن النقاب ليس جزءا من الشريعة الإسلامية لا علاقة له مطلقا بحق أى إمرأة فى أن تعتقد بعكس ذلك .. و يمكن لأحدهم أن يقول أن عقيدتها هى شكل مغلوط للإسلام و لكن لا يمكنه أن يمنعها من الإعتقاد بما تشاء أو من أن تترجم عقيدتها عمليا بإرتداء النقاب..
على جانب آخر لا يسعنا أن نتجاهل أن ساركوزى هو رئيس الدولة التى منعت إرتداء الحجاب فى مدارسها العامة و لايمكننا إلا أن نتساءل لماذا لم نسمع عن قوانين تمنع إرتداء أى ملابس ذات دلالة دينية تتعلق بديانة أخى غير الإسلام ؟ .. و لماذا يتزامن ذلك مع تصاعد لمشاعر الكراهية و العداء للإسلام و المسلمين فى الغرب و هو أمر يثبته كثير من المظاهر و الممارسات فردية و جماعية و رسمية .. و فى الأيام الأخيرة فقط إضافة إلى بيان ساركوزى كان هناك طلب فى برلمان سويسرا لمنع بناء المآذن ثم كانت الجريمة البشعة التى أقدم فيها متعصب أو لنقول إرهابى ألمانى من أصل روسى على قتل أم و زوجة مصرية مسلمة داخل قاعة محكمة فى درسدن بألمانيا ..
مروة الشربينى التى قبل مقتلها تعاملت بحضارية مع تطاولات الإرهابى الألمانى فتقدمت بشكوى و قضت لها محكمة ألمانية بتعويض لثبوت إعتداء المجرم الألمانى عليها بعبارات عنصرية لمجرد أنها ترتدى الحجاب .. و فى إطار الجلسة التى عقدتها المحكمة للنظر فى معارضة الحكم السابق هاجم الإرهابى السيدة المصرية و طعنها بسكينه أحدعشرة طعنة أودت بحياتها و أصاب زوجها بعدد من الطعنات كما أصابت الزوج طلقات نارية مصدرها رجال الشرطة الذين تدخلوا لوقف الجريمة!!.. حدث ها كله على مرأى من إبن مروة و هو طفل فى الثالثة من عمره فقد أمه و شقيقه الذى كان لايزال جنينا فى أحشائها..
الإخوة و الأخوات مناصرى الحرية الغربية و حقوق الإنسان الذين يروجون لأجندات تحررية تشمل حقوق المثليين و حق الإجهاض الإختيارى كأولويات لم يبدى أحدهم إهتماما بالمصرية التى سلبت حق الحياة الذى هو الحق الأول على لائحة الإعلان العام لحقوق الإنسان.. و لم يسبق لأحدهم أن تحدث عن حقوق المسلمين و العرب فى الغرب فى ألا يتعرضوا للإضطهاد بسبب عقيدتهم أو جنسياتهم .. و يبدو أنهم يرون الدفاع عن حقوق المسلمين و العرب عملا مخجلا من منطلق أن الإنتماء إلى الإسلام و العروبة هو فى ذاته أمر مخزى حيث أن التطور الطبيعى لمفاهيم العلمانية و الحرية الغربية أن يتخفف الناس من إنتماءاتهم العقائدية و القومية و كأنما يستحيل عليك أن تشارك فى المجتمع البشرى المتحضر إلا إذا طرحت عنك ديانك و جنسك!!
يعتقد الغربيون أن ثقافتهم تعبر عن التطور المنطقى و السليم للمجتمع البشرى المثالى .. فى حين أن الحقيقة المؤكدة أن جميع المبادئ الإنسانية قد تطورت فى مجتمعاتهم فى إطار نظرة إستعمارية و إستعلائية تجاه الآخر غير الغربى و لذلك ففهمهم لتلك المبادئ يتعارض دائما مع عقائد و ثقافات الآخرين و هم يطالبون هؤلاء إما بطرح عقائدهم أو تشويهها أو بإلتزام موقف دفاعى دائم فى محاولة إثبات أن عقائدهم المتهمة هى فى الواقع تتفق تماما مع الفهم المحدود للمبادئ الإنسانية كما يراها العقل الغربى.. المنطق الغربى لا يزال إستبعاديا و إستعماريا فى أساسه فهو يسعى إلى قتل الآخر معنويا من خلال إجباره على أن يكون نسخة مطابقة للذات الغربية التى ترفض أن تقبل الآخر إلا بشرط تخليه عن كل ما يميزه عنها ..
نحن قادرون تماما على أن نطور مفاهيمنا الخاصة للمبادئ الإنسانية العامة و سنجد فى تراثنا و عقيدتنا و فى ثقافتنا الحديثة أيضا مصادر نبدأ منها .. و علينا أن نتحرر من شعور الدونية الذى يفرض علينا الحاجة إلى الحصول على إعتراف و موافقة الآخر على إختياراتنا .. مانختاره لأنفسنا هو شأننا الخاص و يتطلب توافقنا الداخلى حوله و لن نقبل فى إطار ذلك مرجعيات خارجة عنا.. لا أغفل بذلك أن مجتمعاتنا فى حاجة إلى تصحيح مفاهيم كثيرة فى ثقافتها و ممارساتها و لكن هذا التصحيح ينبغى أن يكون نابعا منا و لا يجب أن يكون الهدف منه هو تحويل مجتمعنا و ثقافتنا إلى صورة باهتة و مشوهة من مجتمعات و ثقافات أخرى ليست مثالا حقيقيا لغيرها و ليست مثالية فى ذاتها..
مروجى الحرية الغربية حريصون على إستيراد مظاهرها و مفاهيمها من الغرب و بلغ من تسليمهم للريادة الغربية فى هذا المجال حد تصور أن كل ما يرد من الغرب لا يأتيه الباطل من يديه أو من خلفه.. ظهر هذا جليا فى آراء هؤلاء التى عبروا عنها تعليقا على بيان نيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسى أمام الجمعية الوطنية الفرنسية و الذى قال فيه أن النقاب هو مظهر من مظاهر إستعباد المرأة و إلغاء وجودها و لذا فهو غير مرحب به فى فرنسا.. و خرج علينا معلقون عرب و مسلمون يهللون لبيان ساركوزى و يقولون أنه لا شبهة فيه للهجوم على الإسلام حيث أن النقاب ليس جزءا من الشريعة الإسلامية و إنما هو عادة بدوية يرغب بعض المتعصبون و المتطرفون إلى إلصاقها قسرا بالإسلام و يريدون بها تحجيم المرأة و إلغاء وجودها..
يبدو أن مثل هؤلاء لا يمكن لهم تصور أن رئيس فرنسا معقل العلمانية و الحرية و التنوير يمكن أن يخطئ فى أمر يتعلق بالحرية .. و ربما لاقى حديث ساركوزى عن النقاب إستحسانهم لمجرد أنه يلتقى مع آرائهم الشخصية و تطلعهم إلى التخلص من النقاب كظاهرة غير حضارية.. فى الحالتين فات هؤلاء كما فات ساركوزى نفسه نقطة شديدة الوضوح و هى أن مفهوم الحرية الشخصية فى إطار علمانى هو مفهوم فردى .. و هذا يعنى أن حق الإنسان فى الإعتقاد و إختيار أزيائه هو أمر يتعلق بكل فرد على حده و بالتالى لا يحق لأحد مناقشة خيارات شخص ما بدعوى أنها ليست من صحيح دين أو عقيدة ما..
سأقول هذا مرة أخرى بكلمات مختلفة .. الحرية الشخصية تعنى أن كل إنسان له الحق فى أن تكون له عقيدته الدينية التى يختارها كما أن من حقه أن يمارس هذه العقيدة بالشكل الذى يراه هو مناسبا و هذا يعنى أنه لو أراد أحدهم أن يخترع عقيدة ما لم يسبق أن كان لها وجود من قبل و نسب إلى تلك العقيدة ممارسات من أى نوع أو سبل تعبير من أى شكل كأن يرتدى ملابسه بالمقلوب أو يلبس طرطورا بشرائط زاهية إلخ ففى إطار الحرية الشخصية فإن هذا الشخص له مطلق الحرية فى فعل تلك الأمور جميعا .. و للآخرين أيضا مطلق الحرية فى إعتباره أبلها أو مجنونا دون أن يتعرضوا له بأذى..
تأسيسا على هذه الحقيقة التى لا أعتقد أن الإخوة مروجى الحرية الغربية يمكنهم معارضتها فإن القول بأن النقاب ليس جزءا من الشريعة الإسلامية لا علاقة له مطلقا بحق أى إمرأة فى أن تعتقد بعكس ذلك .. و يمكن لأحدهم أن يقول أن عقيدتها هى شكل مغلوط للإسلام و لكن لا يمكنه أن يمنعها من الإعتقاد بما تشاء أو من أن تترجم عقيدتها عمليا بإرتداء النقاب..
على جانب آخر لا يسعنا أن نتجاهل أن ساركوزى هو رئيس الدولة التى منعت إرتداء الحجاب فى مدارسها العامة و لايمكننا إلا أن نتساءل لماذا لم نسمع عن قوانين تمنع إرتداء أى ملابس ذات دلالة دينية تتعلق بديانة أخى غير الإسلام ؟ .. و لماذا يتزامن ذلك مع تصاعد لمشاعر الكراهية و العداء للإسلام و المسلمين فى الغرب و هو أمر يثبته كثير من المظاهر و الممارسات فردية و جماعية و رسمية .. و فى الأيام الأخيرة فقط إضافة إلى بيان ساركوزى كان هناك طلب فى برلمان سويسرا لمنع بناء المآذن ثم كانت الجريمة البشعة التى أقدم فيها متعصب أو لنقول إرهابى ألمانى من أصل روسى على قتل أم و زوجة مصرية مسلمة داخل قاعة محكمة فى درسدن بألمانيا ..
مروة الشربينى التى قبل مقتلها تعاملت بحضارية مع تطاولات الإرهابى الألمانى فتقدمت بشكوى و قضت لها محكمة ألمانية بتعويض لثبوت إعتداء المجرم الألمانى عليها بعبارات عنصرية لمجرد أنها ترتدى الحجاب .. و فى إطار الجلسة التى عقدتها المحكمة للنظر فى معارضة الحكم السابق هاجم الإرهابى السيدة المصرية و طعنها بسكينه أحدعشرة طعنة أودت بحياتها و أصاب زوجها بعدد من الطعنات كما أصابت الزوج طلقات نارية مصدرها رجال الشرطة الذين تدخلوا لوقف الجريمة!!.. حدث ها كله على مرأى من إبن مروة و هو طفل فى الثالثة من عمره فقد أمه و شقيقه الذى كان لايزال جنينا فى أحشائها..
الإخوة و الأخوات مناصرى الحرية الغربية و حقوق الإنسان الذين يروجون لأجندات تحررية تشمل حقوق المثليين و حق الإجهاض الإختيارى كأولويات لم يبدى أحدهم إهتماما بالمصرية التى سلبت حق الحياة الذى هو الحق الأول على لائحة الإعلان العام لحقوق الإنسان.. و لم يسبق لأحدهم أن تحدث عن حقوق المسلمين و العرب فى الغرب فى ألا يتعرضوا للإضطهاد بسبب عقيدتهم أو جنسياتهم .. و يبدو أنهم يرون الدفاع عن حقوق المسلمين و العرب عملا مخجلا من منطلق أن الإنتماء إلى الإسلام و العروبة هو فى ذاته أمر مخزى حيث أن التطور الطبيعى لمفاهيم العلمانية و الحرية الغربية أن يتخفف الناس من إنتماءاتهم العقائدية و القومية و كأنما يستحيل عليك أن تشارك فى المجتمع البشرى المتحضر إلا إذا طرحت عنك ديانك و جنسك!!
يعتقد الغربيون أن ثقافتهم تعبر عن التطور المنطقى و السليم للمجتمع البشرى المثالى .. فى حين أن الحقيقة المؤكدة أن جميع المبادئ الإنسانية قد تطورت فى مجتمعاتهم فى إطار نظرة إستعمارية و إستعلائية تجاه الآخر غير الغربى و لذلك ففهمهم لتلك المبادئ يتعارض دائما مع عقائد و ثقافات الآخرين و هم يطالبون هؤلاء إما بطرح عقائدهم أو تشويهها أو بإلتزام موقف دفاعى دائم فى محاولة إثبات أن عقائدهم المتهمة هى فى الواقع تتفق تماما مع الفهم المحدود للمبادئ الإنسانية كما يراها العقل الغربى.. المنطق الغربى لا يزال إستبعاديا و إستعماريا فى أساسه فهو يسعى إلى قتل الآخر معنويا من خلال إجباره على أن يكون نسخة مطابقة للذات الغربية التى ترفض أن تقبل الآخر إلا بشرط تخليه عن كل ما يميزه عنها ..
نحن قادرون تماما على أن نطور مفاهيمنا الخاصة للمبادئ الإنسانية العامة و سنجد فى تراثنا و عقيدتنا و فى ثقافتنا الحديثة أيضا مصادر نبدأ منها .. و علينا أن نتحرر من شعور الدونية الذى يفرض علينا الحاجة إلى الحصول على إعتراف و موافقة الآخر على إختياراتنا .. مانختاره لأنفسنا هو شأننا الخاص و يتطلب توافقنا الداخلى حوله و لن نقبل فى إطار ذلك مرجعيات خارجة عنا.. لا أغفل بذلك أن مجتمعاتنا فى حاجة إلى تصحيح مفاهيم كثيرة فى ثقافتها و ممارساتها و لكن هذا التصحيح ينبغى أن يكون نابعا منا و لا يجب أن يكون الهدف منه هو تحويل مجتمعنا و ثقافتنا إلى صورة باهتة و مشوهة من مجتمعات و ثقافات أخرى ليست مثالا حقيقيا لغيرها و ليست مثالية فى ذاتها..
هناك 3 تعليقات:
متفق معاك بردو التطرف موجود في كل مكان مهما اختلف الدين و الزمان
الاختفاء وراء قناع الحريه وحقوق المرأه لاخفاء كل مشاعر الحقد والعنصريه والتعالي ....... هذا هو الوصف الحقيقي لأراء هؤلاء المتطرفين النازيين
رحم الله شهيده الحجاب وضحيه ظاهره كراهيه الاسلام مروه الشربيني
شوف ياباشمهندز
بالرغم من تقديرى الشديد لكلامك ووجهة نظرك
الاانى شايفة ان السبب فى اللى حصل دة
هو ضعفنا كشعوب
والاستهانة بينا دة تصرف طبيعى
لان طول مانت حاسس ان اللى قدامك ليس لدية حكومة اودولة قوية
تقدر تدافع عن كرامتة وتجيب لة حقوقة
فابسط حاجة انك مش هتعملة اى حساب
لان بلدة مش عاملةلة اى حساب
وبم ان من يحكموا العالم الاسلامى مبقوش لابيدافعوا عن كرامة شعوبهم ولابيمثلوا المسلمين
فدى النتيجة الطبيعية
إرسال تعليق